الله اكبر اياكم والكذب

الحمد لله رب العالمين

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه


اليوم نتعرض إلى حديث من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم
وربما يكون قد سبقني بعض الأحباب إليه ولكن لكل منا أسلوبه وشرحه
ولهذا سميت الموضوع
إياكم والكذب



( الكذب )


روى الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
أن رسول الله قال وحوله عصابة من أصحابه
قال لهم :
( بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا , ولا تسرقوا , ولا تزنوا , ولا تقتلوا أولادكم , ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم , ولا تعصوا في معروف , فمن وفى ـ أو وفى منكم ـ فأجره على الله , ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له , ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا وإن شاء عاقبه )
فبايعناه على ذلك
أخرجه البخاري في الإيمان ومسلم في الحدود

وسنتناول الشرط الخامس من شروط هذه البيعة ـ
وهو قول الحبيب
( ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم )
البهتان ( هو )

(( الكذب ))

وسمى البهتان بالبهتان
لأنه يبهت سامعه

لو أن إنسان كذب عليه وسمع هذا القول يصبح مبهوتا مأخوذا حينما يسمع إنسانا يكذب عليه , أو ينقل عنه كلاما وهو لا يمت إلى الصدق بصلة يبهت , من أجل ذلك سمى بالبهتان , لأن الكذب يبهت سامعه

فالنبي يشترط على هذه الصحبة والعصبة الكريمة في هذه البيعة المباركة
ألا يكذب واحد منهم , والمؤمن لا يكذب , إن لم تمنعه رجولته عن الكذب منعه إيمانه , لا تجد رجلا يعتز برجولته وقوته ويعتز بنفسه يكذب , فضلا عن أن يكون مؤمنا معتزا بإيمانه بربه جل وعلا

فالكذب من خصال الصغار والكذب خصلة حقيرة , وصفة مذمومة عند الله , وعند رسوله , وعند المؤمنين , ولقد حذر الله عز وجل من الكذب , وحذر الحبيب من الكذب , أي : من البهتان

فقال ربنا تبارك وتعالى
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )

وفى الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال
( إن الصدق يهدي إلى البر , وإن البر يهدي إلى الجنة , وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا , وإياكم والكذب , فإن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )

والكذب من خصال المنافقين , ألم أقل لك : إن المؤمن لا يكذب , المؤمن الصادق لا يكذب أبدا
لأن الكذب من خصال المنافقين والعياذ بالله كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي قال
( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من ا لنفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان , وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر )
أخرجه البخاري في المظالم ومسلم في الإيمان وأحمد في مسنده

وفى رواية أبي هريرة في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال
( آية المنافق ثلاث ـ إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف ـ وإذا أؤتمن خان )
إذن بمجموع حديث عبد الله بن عمرو , وأبي هريرة في الصحيحين نقف على أن خصال النفاق خمس , لأنه يوجد صفتان مكررتان في الحديث
فخصال النفاق أو صفات المنافقين الواردة في الحديثين :
إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان , وإذا خاصم فجر , وإذا عاهد غدر
خمس خصال من بين هذه الخصال وهو محل الشاهد الآن

( الكذب )

فالكذب من خصال المنافقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى القدير


تصوروا أحبابي


أراد الحبيب صلى الله عليه وسلم يربي أفراد أمته لترتقي الأمة إلى هذا الأفق الوضيء من آفاق الصدق حتى حذر الحبيب المسلم أن يكذب في نظرة العين
منقول عن محمد احمد