بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
حكم وفوائد من شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم
الفائده الاولى : قال العلامه ابن المنير : وشق الصدر له صلى الله عليه وسلم وصبره عليه من جنس ما ابتلى الله
تعالى به الذبيح وصبر عليه ، بل هذا اشق وأجل لان تلك معاريض وهذه حقيقه .
وايضا فقد تكرر ووقع له وهو صغير يتيم بعيد عن اهله صلى الله عليه وسلم
الفائده الثانيه : سئل شيخ الاسلام ابو الحسن السبكي رحمه الله تعالى عن العلقة السوداء التي أخرجت من قلبه
صلى الله عليه وسلم حين شق فؤاده وقول الملك : هذا حظ الشيطان منك .
فأجاب رحمه الله تعالى : بأ ن تلك العلقة خلقها الله تعالى في القلوب البشر قابله لما يلقيه الشيطان فيها فأزيلت من
قلبه صلى الله عليه وسلم فلم يبق في مكان لان يلقي الشيطان فيه شيئا .
هذا معنى الحديث . ولم يكن للشيطان فيه حظ ، واما الذي نفاه الملك فهو امر في الجبلة البشريه فأزيل القابل الذي
لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في القلب ، قيل له : فلم خلق الله تعالى هذا القابل في هذه الذات
الشريفه ؟ وكان يمكن ان لا يخلقه الله تعالى فيها ؟ فقال : انه من جملة الاجزاء الانسانيه فخلق تكملة للخلق
الانساني ولابد منه ونزعه كرامة ربانيه طرأت .
وقال غيره : لو خلق الله تعالى نبيه صلى اللله عليه وسلم كذلك لم يكن للادميين اطلاع على حقيقته صلى
الله عليه وسلم فأظهره الله تعالى على يد جبريل عليه الصلاة والسلام ليتحققوا كمال باطنه كما برز لهم مكمل
الظاهر صلى الله عليه وسلم